محتوى الموضوع
أنواع العبادة
تختلف أنواع العبادة في الإسلام بشكل كبير، فالعبادة لا تقتصر فقط على القيام بالفرائض كالصوم والصلاة والزكاء وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، وإنما تتشعب العبادات وتتنوع ليغتنم منها المرء ما ينفع دينه ودنياه وآخرته.
أنواع العبادات
إن مفهوم العبادة والغرض منها في الإسلام لا توازي أي دين آخر موجود فهو يجمع بين الدنيوي والروحاني والفرد مع المجتمع والروح الداخلية والجسد الخارجي وللعبادة دور فريد في الإسلام ومن خلال العبادة يُنظر إلى الشخص على أنه مسلم حقيقي يمنح حياته كلها لمشيئة الله.
للعبادة في الإسلام جوانب عديدة لدرجة يصعب وصفها كلها بالكلمات إن المعنى الأعم للعبادة في الإسلام يشمل كل ما يرضي الله سواء تعامل مع قضايا الإيمان أو أفعال الجسد وقد يشمل كل شيء يدركه الشخص ويفكر فيه وينويه ويشعر به ويقوله ويفعله، كما يشير إلى كل ما يطلبه الله خارجيًا أو داخليًا أو تفاعليًا وهذا يشمل الطقوس والمعتقدات والعمل والأنشطة الاجتماعية والسلوك الشخصي حيث أن الإنسان ككل بحيث يؤثر كل جزء على الآخر أنواع العبادة .
يمكن تصنيف العبادة إلى نوعين:
العبادات الواجبة والعبادات والشعائر التي تقام لوجه الله تعالى مثل الدعاء والاعتكاف وصلاة النوافل والصدقة وغيرها.
جميع أعمال الخير الأخرى التي يتم تشجيعها بشكل عام في حياة المسلم.
أنواع العبادة الظاهرة والباطنة:
تعد العبادة اسم جامع لكل الأعمال التي يحبها الله ويرضاها سواء كانت قولًا أو فعلًا وساء كانت ظاهرة أو باطنة، ومن العبادات الظاهرة والباطنة التسبيح والتحميد والتمجيد والتهليل والتكبير وتلاوة القرآن وتدبره وتعلمه وتعليمه ونوافل العبادات وسائر الأذكار المشروعة ومحبة الله ورسوله والمؤمنين والحب في الله والبغض فيه والموالاة والمعاداة ولا
تسمى عبادة إلا مع ذلك كله فالمحبة وحدها التي لم يكن معها خوف ولا تذلل كمحبة المطعم والمشرب والأهل والمال والولد وغير ذلك ليست بعبادة، وكذلك الخوف بدون محبة للمخوف منه كالخوف من عدو أو غرق أو حرق ونحو ذلك لم يكن عبادة فإذا اجتمعا في العمل كان عبادة.
الهدف من العبادات
الله فرض العبادات في الإسلام حتى تحقق هدفا في الحياة، وتجتنى من ورائها ثمرات للإنسان في دنياه وآخرته، وتحقق هذه العبادات كمال العبودية لله وحده، أن يقول الله تعالى: أمرتُ. ويقول العبد: أطعتُ وامتثلتُ، {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة:258
ومن مقاصد العبادات أنها شرعت لتحقق أهداف أخلاقية، الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والزكاة تكهر الإنساء وتزكيه، والصيام {لعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]، والحج جاء يؤدي أهدافا كبير أيضا أخلاقية وإنسانية وعالمية، كما قال الله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28].
جاءت العبادات تحقق المساواة وحقق المبادئ والقيم الإسلامية في واقع الحياة، فمن قيم الإسلام التي جاء بها والتي نراها واضحةً في عبادات الإسلام كلِّها، قيم المساواة وهذا ما نراه واضحا في كل العبادات فالعبادات تفرض على الجميع ولا يُعفَى منها الغني لغناه، ولا ذو حسبٍ لحسبه، ولا ذو سلطان لسلطانه.
ربما تفيدك: العبادات الاسلامية.. كيف تمارسها في بلاد الغربة؟
مفهوم العبادة في الإسلام وخصائصها
يستلزم وجه العبادة هذا أن يقوم المرء بأفعال معينة أمر بها الله في دينه سواء كانت تتعامل مع الذات الداخلية أو الجسد الخارجي وما إذا كانت واجبة أو طوعية، هذا الجانب من العبادة لا يقتصر فقط على اتباع وصاياه ولكنه يشمل أيضًا ترك تلك الأشياء التي حرمها، العبادة بهذا المعنى ربما تُعرّف على أنها أي شيء يؤمن به أو يشعر به أو يتم القيام به على أنه طاعة لله.
في هذا الصدد قد يطلق على العبادة أيضًا الاستعباد حيث أنها في جوهرها تعيش حياة المرء في العبودية الكاملة لله وتفعل ما يأمر به وتجنب ما منعه حيث يعيش العبد في إرادة سيده في الجوهر جميع المخلوقات هي عبيد لله سواء أعجبهم ذلك أم لا؛ لأنهم جميعًا يخضعون للقوانين التي وضعها في خليقته.
لكن العبادة تختلف عن العبودية في أنها يجب أن تقترن بالحب والرعب والتقديس لا يعتبر الطاعة عبادة إلا إذا اقترن بها هذه المشاعر وهي من المقاصد العامة للعبادة؛ يجب على المرء أن يحب العمل الذي يقوم به حتى تحتسب عبادة.
لهذا السبب يجب التأكيد على أن العبادة حق مع الله وحده يلتزم الإسلام بأكثر أشكال التوحيد صرامة ولا يتسامح مع أي عمل عبادة يوجه نحو غير الله فالله وحده هو الذي يطلب طاعتنا والله وحده هو الذي يستحق حبنا وأي تبجيل للآلهة الأخرى إلى جانب الله سواء كانوا الأنبياء أو الملائكة أو القديسين أو الشهداء أو بقاياهم أو تماثيلهم أو صورهم يعتبر
خرقًا في هذا التوحيد ويخرج الشخص من حظيرة الإسلام على الرغم من أن المرء قد يبرر أنهم يقدسون القديسين بسبب خدمتهم لله أو بقاياهم كذكرى لهم إلا أن الإسلام لا يفرق بين العبادة المباشرة وغير المباشرة أو العبادة الثانوية ويجب تطبيق مقاصد الشريعة في العبادات وتقديم كل العبادة وأفعال التبجيل والتكريم والطاعة لله وحده.
شروط قبول العبادة
إن قبول العبادة والعمل أهم وأخطر من العبادة نفسها فكثير الذين يعملون وكلن هل يقبل عملهم؟ فابني آدم تقرب كل منهم إلى الله بقربان، ولكن تقبل الله من أحدهما دون الآخر؛ كما قال ربنا -سبحانه-: (فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ)[المائدة:27] وقال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل؛ ألم تسمعوا الله -عز وجل- يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[المائدة: 27)
أول شروط قبول العبادة هي الأسلام، ثم الإتقان فإذا أتقنته حُقَّ لك أن تخاف ألا يتقبل منك، يقول أحد الصالحين: “من عمل الحسنة يحتاج إلى خوف أربعة أشياء -فما ظنك بمن يعمل السيئة؟-: أولها: خوف القبول.
والثاني: خوف الرياء؛ قال: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[البينة: 5].
والثالث: خوف التسليم والحفظ؛ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)[الأنعام: 160]؛ فاشترط المجيء بها إلى دار الآخرة.
والرابع: خوف الخذلان في الطاعة، لأنه لا يدري أنه هل يوفق لها أم لا لقول الله -تعالى-:(وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)[هود: 88]”.
ربما تفيدك: انواع العبادة والغاية منها.، بعض ما اكتشفه العلم الحديث
إن مجالات العبادات هي الإنسان والعبادة التي شرعها الله، والإخلاص في النية والإتقان والتقوى لله وحب العبادة والذل هي من أركان العبادات.
المصدر:أفضل