العبادات الاسلامية

العبادات الاسلامية.. كيف تمارسها في بلاد الغربة؟

العبادات الاسلامية

 

 

 

 

 

المسلم ينبغي أن يكون حريصاً دائماً على إقامة الشعائر والعبادات التي قد فرضت عليه، والتقرب إلى الله دائماً بها، وبخاصة المسلمون في بلاد الغربة، يحتاجون دائماً للتذكير الدائم على العبادات الاسلامية ، وتحتاج للتفقه في أمور دينك بشكل مستمر، حتى تواظب عليها، فيجب على المسلم أن يكون ملماً بالعبادات، والغاية منها، وكذلك أهميتها العظيمة في حياة الفرد والمجتمع.

 

 

 

 

_ مقاصد العبادات في الشريعة الاسلامية

 أهمية تعود لمعرفة المقاصد من العبادات؛ حتى تقوم بالتأدية كما ينبغي، وقوم بدفع الغفلة وكذلك التغافل، والمسارعة للخيرات، وكذلك لطرد الشيطان ووسوسته، وأن نقوم بالشكر لله كثيرًا، وأن نعلم أن أثر العبادات في بناء الشخصية المسلمة وجوانب حياتها. نلاحظ أنه توجد  مقاصد عامة تشترك فيها كافة العبادات، ومن تلك المقاصد:

 

مقاصد العبادات في الشريعة الاسلامية
مقاصد العبادات في الشريعة الاسلامية

 

1 –  تُشترط النية:

فكل العبادات يجب تأديتها بذلك المقصد، إذ أنه لا يكون جائزاً  أن يُتوجه أو أن يُعبد إلا إلى الله وحده، فقال تعالى ﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 79]، وليس هناك عمل بغير وجود نية؛ فلا يُصلى إلا لله، ولا نقوم بالتزكية إلا لله، ولا يُصام إلا لله، ولا يتم الحج إلا لله، وإن تم فعل غير هذا لا نقبل منه ذلك العمل؛ ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وتلك هي حقيقة العبادة.

 

2 – أن يُربط العباد بالله سبحانه:

تعد العبادات كلها تجعل الإنسان مربوطاً بالله في توجهاته وكذلك حياته، وأدائها. فهو يقوم بالصلاة – على أقل تقدير- في اليوم خمس مرات، ويقوم بتأدية زكاة ماله، وكذلك الصيام على الأقل شهرًا من كل عام، ويقوم بالحج إن استطاع، وكل هذا يساهم في جعل الإنسان ذاكرًا لربه، ويرتبط به جل وعلا، وذلك هو أصل العبادة.

 

3 – أن يستشعر العباد الإفتقار الدائم إلى الله:

لكي يراقبوا فيسعوا لتحقيق العبودية؛ يستشعر العباد دائماً وهم يقومون بتأدية عبادتهم أنهم يفتقرون إلى الله، وهل تم قبول أعمالهم فيقومون بحمد الله، أم أنه تم ردها عليهم؟! وذلك ما تحقق  مقصد العبودية لله عز وجل.

4 – التخفيف وكذلك رفع الحرج:

لقد منحنا الله نعماً عظيمة وهي جعل التخفيف وكذلك رفع الحرج من مقاصد العبادات؛ فقال سبحانه: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 28].

 

5 – التهذيب والتطهير والتصحيح للنفوس:

فإن العبادات تسعى لتهذيب النفس، وتطهيرها، وكذلك التصحيح للنفوس؛ في فقه العبادات الإسلامية. ففي الصلاة: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]، وفي الزكاة: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103]. وفي الصيام: قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدَعَ طعامه وشرابه))[2]. وفي الحج: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

6 – أن يحث على وحدة الأمة:

وهذا بأن يحث على تأدية العبادات في جماعة، وكذلك أن يرفع الله شأن أن نقوم  بها جماعة.

 

7 – التأكيد على مبدأ المساواة:

وهذا المبدأ في أنواع العبادات الإسلامية المختلفة، وذلك ما تم تأكيده في الإسلام عن طريق العبادات المفروضة من الله سبحانه، ففي الصلاة: تم فرضها على كافة الناس، ويقومون بالوقوف في صف واحد.

 

 

 

 

 

 

_ فقه العبادات في الشريعة الإسلامية

نجد أن فقه العبادات في الإسلام يتناول الأحكام الخاصة بالعبادات الشرعيّة كما كما تم إنزالها على سيّد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم، مع الأدلة  التفصيليّة من الكتاب وكذلك السنّة في مجالات العبادة المختلفة. وفيما السطور التالية  سنوضح فقه العبادات في الإسلام مركزين على أكثر  العبادات وكذلك الفرائض الواجبة على المسلم:

 

فقه العبادات في الشريعة الإسلامية
فقه العبادات في الشريعة الإسلامية

 

° فقه في الصلاة:

 تعتبر الصلاة من اكثرّ العبادات التي يمتثل ويتقرب بها المسلم لله -سبحانه وتعالى-، وهي أول شيء سيتم حسابه عليه العبد يوم القيامة لهذا ينبغي على كل مسلم التفقه في تلك العبادة العظيمة، فإن فقه الصلاة مركزاً على التباين في أحكامها وكذلك شروطها وأيضاً مبطلاتها وماهي مكروهاتها، ويمكن إعتبار التفقه في العبادة من أهم شروط العبادة.

 

° فقه الصيام:

ولعله هو الجانب الذي يتخصص أكثر بالشهر العظيم الذي تم إنزال القرآن الكريم فيه ألا وهو شهر رمضان، ففقه الصّيام يتناول الأحكام التي يجب مراعاتها في الصوم وكذلك شروطه وأيضاً موعده، كما يقوم بالتركيز  على آداب وسنن الصوم الواردة  عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، كما أنه متناول مفسدات الصوم وكذلك المبطلات والمكروهات والأحكام الخاصة بالقضاء، مضيفاً لذلك الأيام المستحب الصوم بها في غير شهر رمضان مع وجود ادلة شرعية ترد في الكتاب والسنّة.

 

° فقه الزكاة:

وفيه يتم تناول الأحكام الشرعيّة للزكاة من الشروط  والوقت وكذلك من الذي توجب عليه الزكاة، وماذا تكون الأصناف الموزع عليها الزكاة وما إلى هذاَ.

 

° فقه الطهارة:

وهو من العبادات الفعلية التي يجب لكل مسلم أن يتفقه فيها، يتم التناول في ذلك الجانب من الفقه الأحكام وكذلك الأدلّة  في باب الطهارة و وإزالة النجس، ويشمل  هذا الغسل وكذلك الوضوء وأيضاً نواقضهما وسننّهما التي قد قام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بسنها، وكذلك التيممّ وغيرها، ويضيف للنساء لهذا البيان في أحكام الحيض وكذلك أحكام النّفاس.

 

°فقه الحج:

والحجّ في الشرع هو أن يتم التعبد لله عز وجل بالأعمال المخصصة  وفي أوقات مخصوصة، ويتم التناول في ذلك الجانب من الفقه في العبادات وكذلك في الأحكام الشرعيّة فيما يكون متعلقاً بمناسك الحجّ وكذلك العمرة والسنن  والشروط والأركان واوقات تأدية العبادات، مع وجود أدلة شرعية.

 

 

 

 

 

 

 

 

_ أهمية العبادة في الإسلام

يهتم الذكر الحكيم بالعبادة ويوليها أهمية بالغةً، إذ تمت الإشارة لذلك  في أكثر من سورة في القرآن الكريم، وهناك آيات معينة قد خصت بالله سبحانه فقال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ فتم النهي عن العبادة لغيره من الأنداد المزعومة وكذلك الطواغيت والشياطين، وتكمن أهمية العبادة في الإسلام، في أنها تكون طريق الوصول لله  سبحانه، فتكون الك هي الغاية من خلق الإنسان وكذلك الغاية في جعله خليفة في الأرض: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾.

 

أهمية العبادة في الإسلام
أهمية العبادة في الإسلام

 

– اما فوائد العبادة وأهميتها في حياة المسلم:

1- كما ذكرنا أن الهدف الذي خلقنا الله لأجله قال تعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }

2- كما أن العبادة تكون هي وسيلة لغاية مرضاة الله ، ولا سيما لو كانت مزينة بالإخلاص والمتابعة

.3- كذلك فالعبادة تكون الزاد المتقرب به العبد لربه

.4- أن الله سبحانه وتعالى قام بأمر  النبي بها صلى الله عليه وسلم حتى وفاته، قال تعال :{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}

.5- أنها العبادة تكون هي الأعلى في مقامات الخلق(العبوديه).

6- عندما ننشغل بالعبادة فإن هذا يبعد عن الشيطان، ونتيجة لهذا يتم إبعاده عن الانتكاس.

7- أنها تمنح العبد القوة على المواجهة لشدائد والمحن

.8- كما أن العبادة تحبب فعل الخيرات وكذلك الترك للمنكرات.

9- أن هذا هو مصدر للقوة البدنية.

10- العبادة تجعلك هناك محذك الآخرين للعبد وهذا لأجل محبة الله له.

11- تقي من الفتن.

 

 

 

 

 

 

_ تعريف العبادة وشروطها

العبادة لغةً:

هي الخضوع وكذلك التذلّل للغير وذلك بقصد التعظيم، وهو أمر غير جائزٍ لغير لله الله تعالى.

– العبادة اصطلاحاً:

يتم التعريف للعبادة الشرعية بكونها الإنقياد وكذلك الخضوع لله تعالى، وأيضًا يكون ذلك مع التقرّب له وما تم التشريع من محبته.

 

تعريف العبادة وشروطها
تعريف العبادة وشروطها

 

– اما مفهوم العبادة في الإسلام وخصائصها.

يعد مفهوم العبادة في الإسلام هاماً  وشاملاً أكثر مما يقوم بإعتقاده الكثير  من المسلمين، من مجرد الصلاة وكذلك الزكاة أو الصيام والحج فقط، ولكن العبادة التي تم خلقنا من أجلها هي التعظيم  لله عز وجل وكذلك الخضوع وأيضاً التذلل لله، والإفراج له  بطاعته المطلقة.  فلو جاء الأمر لله سبحانه ينبغي السقوط من حسابنا كل أمر واي شيء عدا أمره عز وجل، كما يجب الإلتزام بشروط العبادة، التي شرعها الله لنا.

فغي الإسلام فإن كل الفاعليات التي يقوم بها  الإنسان وحركاته وكذلك سكناته، سواء كانت ظاهره أو باطنه، والعلاقات الأسرية وكذلك الإجتماعية وحتى الدولية تظهر عبادة لله. قال تعالى:{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}(الأنعام:162-163). فإنها تكون حق ضروري على العبد حتى موته. وقد قال سبحانه:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}(الحجر:99).

 

 

 

 

 

 

_ أقسام العبادة

يتم تقسيمها لعبادة واجبة والعبادة مستحبة، أو بتقسيم آخر إلى عبادة قلبية وبدنية وكذلك مالية أو بدنية ومالية معا.

° العبادات القلبيّة:

تكون هي عبادات الحبّ وكذلك الخوف والرجاء، ويضاف له الرّهبة والرّغبة، وكذلك التوكّل والإنابة. فالخوف وكذلك الرجاء وأيضاً الحبّ عبارة عن ركائز ثلاث أساسيّة لأيّ من الطاعات، ولكن الخوف ثلاثة أنواع، فيجب ألا تخلط بينها فهناك الخوف من الله، والخوف المباح، والخوف المحرم.

° العبادات اللسانيّة :

هي العبادات التي نقوم بتأديتها باللسان  وتكون نيتنا  التقرّب لله تعالى، ومنها:

° الشهادتين.

° الدعاء.

° العبادات البدنية:

وهي كالصلاة، والحج، وكذلك الجهاد والتي نقوم بها بمجهود بدني للتقرب لله.

وختاماً:العبادات في الإسلام يوجد لها مكانة هامة عند كل مسلم فيجب علينا التفقة فيها للإتمامها على أكمل وجه، وذلك بهدف التقرب لله، وأن نبلغ رضاه.

 

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=OtLNyqe4tbg

 

 

 

 

 

المصدر:أفضل

عن الكاتب

Scroll to Top