محتوى الموضوع
مجالات العبادة
في الشريعة الإسلامية كثير من النصوص التي تحكم سير الحياة وتستقم بالعبد للطريق الصحيح، ومن خلال مجالات العبادة التي وردت بالقرآن والسنة يمكننا الامتثال لها حتى نرضي المولى عز وجل وندخل الجنة التي وعدنا الله بها، وحتى نتعرف على العبادات ومجالاتها وأقسامها، علينا أولا أن نعرف ماهية العبادة، وما هي أرجى العبادات عند الله، وما فضل العبادات على العبد في الدنيا وجزائها في الأخرة، كل ذلك سوف نتعرض له من خلال هذا المقال الذي سوف نتناول فيه الكثير من التفاصيل الهامة الخاصة بالعبادات.
مجالات العبادة في الحياة
هناك مجالان رئيسيان للعبادة أحدهما الحياة الدنيا بكل جوانبها. وثانيهما: الكيان البشري كله من قرنه إلى قدمه حواسه وعضلاته وجوارحه، وتلك مجالات العبادة في الاسلام وهما مجتمعان في إطار واحد، فعمل الإنسان بكل كيانه في الحياة بكل جوانبها ومناحيها وفي إطار ما عرفناه من أن العبادة خضوع لله والتزام بشرعه وتجريد الحب لوجهه الكريم.
هذه هي العبادة الصحيحة الخالصة.
يتضح ذلك في حين نعلم أن العبادات مقسمة بحسب مطلوب الشرع الحكيم على حواس الإنسان وعضلاته وجوارحه كل فيما يخصه، وهي عشر:
القلب واللسان والسمع، والبصر والشم والذوق، واليد والرجل والفرج، وركوب الدواب على اختلافها.
ونضرب مثالاً لذلك بحاسة النظر.
يكون النظر في قراءة المصحف مستحب ومباح، وفي تعلم ما لزم العلم به، ويكون مستحبًا في الاطلاع على كتب العلم التي تزيد الإيمان والمعرفة.
ويكون النظر مكروهًا في ما لا مصلحة فيه؛ لأنه مشغلة عن الواجب- على أقل تقدير.
ويكون حرامًا ساعة يتجه إلى العورات.
وإن شئت فابحث مثل ذلك مع السمع أو الذوق أو الشم أو حتى اللمس ففيه لمس واجب ومستحب ومندوب إليه ومكروه وحرام والاستجابة لأمر الله.
ربما تفيدك قراءة: العبادات الاسلامية.. كيف تمارسها في بلاد الغربة؟
مجالات العبادة الفردية
هناك العديد من المجالات للعبادات الفردية ولكن هناك مفهوم علينا معرفته أولا:
شمولية العبادة
كثير من الأشخاص يقصر فهمهم للعبادة على شعائر تعبدية؛ من الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، ثم من قراءة للقرآن، وغير ذلك من الأفعال التعبدية الصالحة. وهذا هو المفهوم الذي نريد تصحيحَه من خلال هذه المقالة، وأُثبت أن العبادة إنما هي شاملة متكاملة لكل نواحي حياتنا.
معني العبادة
إن الناظر في القرآن والسنة النبوية، سيرى أن العبادة تختلف تماما في معناها ومفهومها عن ذلك المفهوم الذي نعنيه عند ذكر كلمة (العبادة)؛ ذلك أن القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة قد ذكرا العبادة بشمولية مطلقة. وسأكتفي بذكرِ دليلين من القرآن الكريم؛ لأُدلل على شمولية العبادة في الإسلام؛ يقول الله -جل وعلا- في سورة الذاريات: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ويقول الله -جل وعلا- في سورة الأنعام: ﴿ قُلْ إِنّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾.
توحيد أنواع العبادة
إن المتدبر لهاتين الآيتين، سيرى أن العبادة المقصودة من الآية الأولى، وشمولية إخلاص النيات في الآية الثانية – هي الأدلة الدامغة على أن العبادة في الإسلام شاملةٌ لكل جزئية من جزئيات حياتنا، والضابط فيها إرضاء المولى عز وجل.
يشترط لقبول العبادة شرطان
الشرط الأول : الإخلاص لله عز وجل، قال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) سورة البينة/5، ومعنى الإخلاص هو : أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى، قال تعالى : (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) سورة الليل/19 الشرط الثاني : موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع.
ربما تفيدك قراءة: أفضل أنواع العبادات المنجية يوم القيامة
أصل العبادة
مفهوم العبادة يؤدّي الإنسان واجب العبوديّة لله، وهو بهذا يقتدي بالأنبياء -عليهم السلام-، وبالأخصّ محمد – صلّى الله عليه وسلّم- الذي أمره الله بعبادته فقال: (وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ)، وكذلك الملائكة الذين لا ينقطعون عن عبادة الله، قال الله في وصف حالهم: (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ)، وقد عُرِّفَت العبادة باللغة والاصطلاح الشرعي بما يأتي: العبادة لغة: هي الخضوع والتذلل للغير بقصد التعظيم، وهو غير جائز إلا لله تعالى، كما تستعمل العبادة بمعنى الطاعة، وقال الراغب الأصفهاني إن العبودية تطلق على إظهار التذلل والخضوع، أما العبادة فهي أبلغ منها، فالعبادة هي الغاية في التذلل.
خريطة أنواع العبادة
حتى ندرك مغذى كل عبادة علينا بمعرفة أنواع العبادة أولا:
أنواع و فوائد العبادات في الاسلام
1- العبادات القلبية: والحب والخوف الرجاء والرغبة والرهبة والخشوع والتوكُّل والإنابة.
2- العبادة باللسان: نية التقارب مثل الشهادتين، الثناء، الدعاء، تلاوة القرآن، الدعوة والمشورة، وتعزيز الفضيلة ومنع الرذيلة
3 – العبادات الجسدية: مثل الصلاة، الذبيحة، النذر، الحج، الجهاد، وكل عبادات أخرى، ولا يستحقها إلا الله وحده.
يميز الله تعالى أعمال الإله وصفاته الإلهية، وكمال تعالى وإيمانه بنفسه، وأسمائه وصفاته في كل شيء وفي جميع النواحي، ويستثنيه من صفات العيب والعجز. خصائص الخلق.
النوايا والأقوال والأفعال تعطى له في جميع الأحوال، فلا يوجه إليها أيا منها، ولا يلزمه أن يواجهه، ولا يتحول منها إلى أي من خلقه، أيا كان؛ لإيمان المسلم بأن الله تعالى لديه ألوهية وعبودية لكل خليقته.
الله سبحانه وتعالى هو الإله الحقيقي الذي يعبده الحق، والذي لا ينبغي أن تسجد إلا له، ولا يستحقها غيره وكذلك تحقيق طاعته لله عز وجل بالامتثال لأوامره، سبحانه وتعالى، وتجنب نواياه على وجه القانون.
ربما تفيدك قراءة: خريطة انواع العبادات العقلية
العبادة في رمضان
لا شك أن أعظم الشهور وأجملها على الأطلاق هو شهر رمضان المعظم ويمكن أن نستغله حتى نتقرب للمولى عز وجل،ويقال له يا شهر العبادة والخير والسعادة ومن تلك العبادات ما يلي:
الصلاة
الصلاة هي من أفضل الأعمال التي يمكن للعبد المسلم أن تقربه من الله في رمضان. إنها ركن الإسلام الثانية، وهي دعامة الإسلام.
اقرأ القرآن الكريم
وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءة حرف واحد من القرآن تساوي عشرة حسنات، لأنه كلام الله – عز وجل -.
زكاة
الزكاة من أركان الإسلام، ويمكن للمسلم أن يدفع الزكاة في شهر رمضان وبسبب هذا هو مضاعفة الأجر والحصول على رحمة الله تعالى.
الأعمال الخيرية
الصدقة هي أحد الأسباب التي تؤدي إلى قبول العمل والعبادة مع الله، ومضاعفة المكافأة والثواب لصاحبها الذي يبقى في ظل يوم القيامة كذلك.
صلة الرحم
المسلم يجب أن يكون رابطا لرحمه، وعلاقة الرحم هي من أفضل العبادات التي تقرب إلى الله – تعالى – لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – أثبت أنها من الأسباب التي تزيد الرزق ومباركة في الوقت
إحياء ليلة القدر
تعتبر ليلة القدر من الليالي المباركة التي يستحقها الله ورسوله، إنها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن والعمل والعبادة فيه خير منه في ألف شهر من أي شيء آخر، والله يتضاعف فيه مرات عديدة. لقد شرع الله العبادات في كتابه المنزه عن العيب القراءن الكريم، وأيضا بسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، الذي لا ينطق عن الهوى، وعلى العبد الأمتثال لأوامره في العبادات والطاعات حتى يجد فضل عبادة الله بدخوله الجنة.
