محتوى الموضوع
انواع العبادات
من الأحاديث الهامة عن النبي أن الدين ليس ما يمارسه المرء بشكل رسمي أو شعائري وأن انواع العبادات ليس فقط إقامة شعائر الدين بل كيف يتعامل المرء مع الآخرين، لذلك لا يكفي أن تكون ورعًا بدون أفعال تُظهر معتقدات المرء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور وقال عليه الصلاة والسلام: ما أكل أحد طعامًا خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده عليه الصلاة والسلام.
كل مسلم هو متلقي وصي ومنفذ إرادة الله على الأرض وإن واجب المسلم في الدفاع عن الصواب هو جزء من دينه بقدر ما هو واجب معارضة الخطأ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.
أقسام العبادة
الحفاظ على النظام الاجتماعي يعتمد على التزام كل فرد في ذلك المجتمع بنفس المبادئ والممارسات الأخلاقية، وقدم الإسلام القائم على الأخلاق والمسؤولية الفردية والجماعية ثورة اجتماعية في السياق الذي تم الكشف فيه لأول مرة حيث يتم التعبير عن الأخلاق الجماعية في القرآن بعبارات مثل المساواة والعدالة والإنصاف والأخوة والرحمة والتضامن وحرية الاختيار وهي الأصل في المعاملات أما القادة فهم مسؤولون عن تطبيق هذه المبادئ وهم مسؤولون أمام الله والإنسان عن إدارتها.
روى يعقوب بن سفيان الفسوي في “المعرفة والتاريخ” (1 / 579)، بإسناد رواته ثقات، قال:
حدثني هشام بن عمار، حدثنا يحي بن حمزة، حدثنا عمرو بْنُ مُهَاجِرٍ- وكان على شرطة عمر بن عبد العزيز-: “أَنَّ عُمَرَ كَانَ تُسْرَجُ لَهُ الشَّمْعَةُ مَا كَانَ فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَوَائِجِهِمْ أَطْفَأَهَا، ثُمَّ أَسْرَجَ عَلَيْهِ سِرَاجَهُ”.
فالقادة في الإسلام سواء أكانوا رؤساء دول أو رؤساء أسر أو حتى شركات خاصة يتحملون عبءًا أو مسؤولية أكبر من الآخرين وهي من شروط العبادة لأولياء الأمور هي تحمل المسئولية والعدل والإنصاف.
هناك علاقة في الإسلام بين المسؤولية الفردية والحقوق والامتيازات المستمدة من العضوية في المجتمع ويجب الوفاء بالالتزامات الفردية قبل أن يتمكن المرء من المطالبة بجزء من المجتمع الذي هو جزء منه ويجب على كل عضو في المجتمع الوفاء بالتزاماته الخاصة والاعتماد على الآخرين للوفاء بالتزاماتهم قبل أن يتمكن المجتمع من الحصول على الخزان الضروري للحقوق والامتيازات الاجتماعية التي يمكن بعد ذلك أن يتقاسمها الجميع، إن مفاهيم الأخوة والتضامن لا تفرض على المجتمع واجب العناية بأفراده فحسب بل تتطلب أيضًا من كل شخص استخدام مبادرته للقيام بالمسؤوليات الفردية والاجتماعية وفقًا لقدرته.
ربما تفيدك قراءة: ما مجالات العبادة للطلاب في دراستهم؟
امثلة على أركان العبادة
تنقسم أركان العبادة إلى مبحثين المبحث الأول هو كمال كمال الخضوغ الذل، وهذا المبحث يعن أن يستكين العبد لربه ويذل ويخضع له، والذل له أربع مراتب وفقًا لابن القيم:
المرتبة الأولى: هي مرتبة يشترك فيها كل الخلق، وهي ذل الحاجة والفقر إلى الله لأن أهل السموات والأرض جميعًا محتاجون إلى الله فقراء إليه والله وحده غني عنهم، وكل خلق السماوات والأرض يسألونه وهو سبحانه لا يسأل أحدًا.
المرتبة الثانية: ذل العبودية والطاعة وتعني ذل الاختيار وهذا خاص بأهم طاعته ومن سر العبودية.
والمرتبة الثالثة: ذل المحبة، فإن المحب ذليل بالذات، وعلى قدر محبته له يكون ذله.
والمرتبة الرابعة: ذل المعصية والجناية.
إذا اجتمعت أركان العبادة الأربع تلك: كان الذل لله والخضوع له أكمل وأتم، إذ يذل له خوفاً وخشية، ومحبة وإنابة، وطاعة وفقراً وفاقة).
والركن الثاني هو كمال المحبة: فالحب هو ركن لا بد منه في العبادة وما يدل على ذلك
قول الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والعبادة تجمع كمال المحبة وكمال الذل، فالعابد محب خاضع، بخلاف من يحب من لا يخضع له، بل يحبه ليتوسل به إلى محبوب آخر، وبخلاف من يخضع لمن لا يحبه كما يخضع للظالم، فإن كلا من هذين ليس عبادة محضة).
ربما تفيدك قراءة: خريطة انواع العبادات العقلية
ما هي روح العبادة
تتمثل روح العبادة في شيئين أولاها هو الخشوع، فأي عبادة بلا خشوع لا معنى لها، فمثلا الصلاة بلا خشوع هي عبارة عن حركات لا جدوى منها، (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر) وهذا يعني أن الصلاة تشتمل على شيئين: أولها على ترك الفواحش والمنكرات وهذه هي الغاية من العبادة أي أن المواظبة على الصلاة تحمل المرء لترك الفواحش والمنكر والصلاة بلا خشوع لا تحمل المرء على ذلك لأن الإنسان يصلي بلا خشوع ولا تفكر وتدبر وقد جاء في الحديث من رواية عمران وابن عباس مرفوعا: “من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم تزده من الله إلا بعدا “.
ربما تفيدك قراءة: أفضل أنواع العبادات المنجية يوم القيامة
أما الثاني هي ذكر الله وهي أصل العبادة
من الأصول الأصيلة في دين الإسلام هو الذكر، وهذا الأصل يغفل عنه كثير من المسلمين مع الأسف، وينبغي على المسلم التقي أن يجتهد في الإصابى بهذا الأصل والعمل به لأن أثره ونتيجته عظيمة على حياة وآخرة المسلم.
ففي الأول والآخر الحكمة من خلق الإنسان هي العبادة وهي انواع العبادات الباطنه أي ذكر الله فقال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
أي أن حياة الإنسان كلها عبادة لله، وعلى هذا من المحتم ألا تغادر العبادة شيئا من حياتهم، فالذكر هو روح العبادة ومبناها وليس للعبادة معنى إذا لم تشتمل على ذكر الله.
العبادة لله بالصلاة والصوم ليس وحدها مجالات العبادات فالله خلق الإنسان ليعبد وجعل كل أمر يقوم به يمكن أن يتحول إلى عبادة عند أخلاص النية لوجه الله تعالى.
ربما تفيدك قراءة: العبادات الاسلامية.. كيف تمارسها في بلاد الغربة؟
