محتوى الموضوع
تعرف معنا على جميع انواع العبادات القلبية
بالتأكيد إن العبادات البدينة مهمة جدًا وعلى الرغم من أهيمتها تلك إلا أن انواع العبادات القلبية لها أثر كبير على العبد وهذا ما يجده من كان قلبه موصولًا بالله عز وجل، ويسعى للموازنة بين العبادات القلبية والبدنية دون إهمال أو تغليب احدهما على الآخر ليسعى الأجر من الله. ولا شك أن العبادات القلبية من أهم العبادات التي على المسلم أن يقوم بها، وهي عبادتها متعلقة بالقلب وتعكس ارتباط المسلم المؤمن بربه، ومن أبرز تلك العبادات هي الإخلاص والتقوي والتوكل والخوف من الله.
تعريف العبادة القلبية
عرف الدكتور والداعية وأستاذ الفقة بكلية الشريعة القانون الأستاذ صلا فرج العبادات القلبية بأنها: “العبادات القلبية هي أمور عبادية تتعلق بالقلب، ولها أثر على سلوك الإنسان في حياته، الأمر الذي ينعكس تلقائيًا على المجتمع”.
وقال الشيخ: ” العبادات القلبيه اعظم من عبادات الجوارح فللقلب فضائل متعددة، فالتكاليف الشرعية التي أمر بها الله تعالى هي في القلب، كما أنه مهم جداً لتمييز المؤمن من غيره لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأفعالكم.)
وقال أيضًا: “صلاح القلب يؤدي إلى صلاح الفرد، وهذا يعني صلاح المجتمع، وصلاح القلب ينقسم إلى نوعين، أولهما الصلاح المادي والجسدي، والثاني هو الصلاح المعنوي، أي صلاح النفس لتقوم بالمهام التي دعا إليها الله تعالى.”
ربما تفيدك قراءة: أفضل أنواع العبادات المنجية يوم القيامة
انواع العبادة القلبية:
هناك الكثير من العبادات القلبية مثل التوكل والإخلاص والرجاء والخوف من الله والتوبة، وتختلف العبادات القلبية عن العبادات البدنية أو العبادات التي تتعلق بالجسد أو بالأفعال الظاهرة مثل الصلاة والحج والزكاة والعبادات القولية مثل التسبيح والذكر.
وللعبادات القلبية واردات على القلب يحرم على الإنسان أن يرتكبها كالكفر، وارتكاب الكبائر وصغائر الذنوب، بالإضافة إلى وجود واردات على القلب في انشغاله عما أمر به الله تعالى وهذه تكون في التعلق بالدنيا الزائد”.
العبادات القلبية وأثرها في حياة المؤمنين أنها من الأمور التي تصلح القلب عن طريق الخوف من الله وحده والخوف من عذابه وهي من الأمور التي نحتاج إليه لتجديد وتيغر حياتنا، بالإضافة إلة الرجاء لله فقلوبنا لم تتعلق بالله حق التعلق فكل إنسان يعجب بماله وجاهه وينسى أنها من فضل الله عليه العبادات القلبية وأثرها في تزكية النفوس وتربيتها هو الاستشهاد عن معايير التقوى بقوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أولئك الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة:177].
آثار العبادة على المجتمع
قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ. مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ. إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ). الذاريات:56-58 ودلت هذه الآيات على أن هناك غاية ووظيفة محددة لخلق العباد وهي العبادة.
فالعبادات والعمل الصالح لها آثار كبير على المجتمع والفرد، والعمل الصالح الذي هو من العبادة يعد الساجحة التي تظهر فيها مفاهيم التصور الاعتقادي الصحيح، ولو تأملنا الآيات التي تشرح العمل الصالح لوجدناها تتحدث عن العموم دون تخصيص، وآيات أخرى خصصت أعمال صالحة طيبة سزرعها الإنسان في مزرعته لجني حصادها وثمارها في الجنة إن شء الله (وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (آل عمران من الآية:136].
فمن آيات العموم في العمل قول الله عز وجل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97].
وبهذه الطريقة تتحول جميع أعمال الإنسان حتى لو كانت له نفع دنيوي إلى عبادة يقضد بها رضا الله ومن الأمثلة الحية في فهم العمل على أنه الإنتاج، وأنه يؤدِّي إلى علو الهِمة هي المحنة المزلزلة التي تعرض لها المسلمون في غزوة الأحزاب، والتي اجتمعت بها كل أسبا بالابتلاء من الغدر والتآمر ونقض العهود والمواثيق فوصفه القرآن الكريم من قوله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب:11]، في تلك المحنة ظهر معنى العمل الصالح فاقترح سلمان الفارسي حفر الخندق خمسة آلا ذراع وثلثمائة وخمسين مترًا وعرضه تسعة أمتار وكان العمل في جوٍّ بارد، وتقشُّف ومطر وخوف، ومع ذلك كانوا في ويقظة وهمة، وقسم النبي صلى الله عليه وسلم بين كل عشرة أربعين ذراعًا، واستغرق بناء الخندث بضع عشرة ليلة وانتهى الأمر الشاق في وقت قياسي وتوفر الإيمان القوي صنع المعجزات وهنا يتجلى معنى العمل الصالح والعبادات واثرها في بناء الحضارة الإسلامية.
ربما تفيدك قراءة: أهم عبادات يحبها الله: خطوات عملية لبر الوالدين
امثلة على أركان العبادة
تقوم العبادة على ثلاث ركائز:
الحب، الخوف، الأمل
وأكد بعض العلماء اركان العبادة القلبية أربعة: الحب، تبجيل الله، الخوف، الأمل.
في الواقع لا يوجد تناقض بين الرأيين السابقين وذلك لأن الأمل ينبع من الحب لأن الإنسان ليس لديه أمل إلا في من يحب، وبالمثل ينبع الخوف من التبجيل لأن الشخص لا يخشى شيئًا سوى شيء عظيم. وأشاد الله تعالى بالأنبياء والمرسلين الذين عبدوه بالخوف والرجاء، قال الله تعالى: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ. الأنبياء آية 90.
وبالمثل امتدح الله عباده المؤمنين الذين حافظوا على الأمل والخوف:
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر آية 9.
(أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) الإسراء آية 57.
إذا سألنا المؤمن عن سبب امتناعه عن الزنا رغم أنه قادر على ذلك فسوف يجيب على الفور: “أخاف الله وأتمنى أجره”وإذا سألنا المؤمن عن سبب أدائه الصلوات الخمس فسوف يجيب على الفور: “أخاف الله وأتمنى أجره” وهذا يمكن أن ندرجه تحت بند العبادة القلبية في الصلاة.
المؤمن قد يحب غير الله ويجب أن يكون الخوف والأمل معا عندما يتعلق الأمر بالله تعالى، علينا أن نحب ونخاف الله في نفس الوقت، وهكذا يجب على المؤمن أن يجمع بين الحب والخوف والأمل والتبجيل.
العبادة القلبية التي يعمل فيها العقل لله هي الحب فلا يكفي عبادة الله بالحب وحده:
إن عبادة الله بالحب وحده ليست كافية وخاطئة؛ وذلك لأنه خالٍ من تبجيل الله وتعالى المؤمن الذي يعتمد على الحب فقط في عبادة الله لا يمتنع عن القيام بالأفعال المحظورة بل لا يأبه لأوامر الله بزعم أن الحبيب لا يعذب حبيبه:
وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ المائدة آية 18.
ما هي روح العبادة ؟
إن المفهوم الإسلامي للعبادة واسع جدا إذا حررت كلامك من القبيح من الكلام والباطل والخبث والإساءة وقولت الحقيقة وتحدثت بأشياء جيدة وفعلت كل هذا فقط لأن الله قد أمر بذلك فإنها تشكل العبادة، إذا كنت تطيع شريعة الله نصًا وروحًا في شؤونك التجارية والاقتصادية وتلتزم بها في تعاملاتك مع والديك وأقاربك وأصدقائك وجميع الذين يتواصلون معك فإن جميع هذه الأنشطة الخاصة بك هي عبادة، إذا ساعدت الفقراء والمعوزين وقدمت الطعام للجياع وخدمت المرضى والمصابين وفعلت كل هذا ليس من أجل مكاسب شخصية لك ولكن فقط من أجل إرضاء الله فهي عبادة.
حتى أنشطتك الاقتصادية الأنشطة التي تقوم بها لكسب عيشك وإطعام من يعولونك هي عبادة إذا بقيت صادقا فيها واحترمت شريعة اللهـ وباختصار فإن جميع أنشطتك وحياتك كلها هي عبادة إذا كانت تتوافق مع قانون الله وقلبك مليء بالخوف منه وهدفك النهائي في القيام بكل هذه الأنشطة هو السعي إلى إرضاء الله والخوف من الله هي أفضل الطاعات وأصل العبادات.
ربما تفيدك قراءة: أهم عبادات يحبها الله: خطوات عملية لبر الوالدين
وهكذا عندما تفعل الخير أو تتجنب الشر خوفًا من الله في أي مجال من مجالات الحياة ومجال النشاط فأنت تفي بالتزاماتك الإسلامية، هذه هي الأهمية الحقيقية للعبادة أي الخضوع التام لرضا الله وصب في أنماط الإسلام حياتك كلها دون ترك حتى الجزء الأكثر أهمية منها.
وقد شرع الله فرائض على المسلم يمكنه من خلاله أن يلتزم بعبادة الله، وأن يحقق روح العبادة وهو الخوف من الله ورجاء رضاه علينا، ومن هذه الفرائض وأهمها هي الصلاة التي لا يوجد عذر لعدم القيام بها.
إن العبادات القلبية هي أصل العبادة فلا يقبل عمل دون أن يكون القلب خاضغ ومخلص وخائف من الله ويرجوا الثواب منه ويخشى العقاب منه.
انواع العبادات القلبية
انواع العبادات القلبية انواع العبادات القلبية