محتوى الموضوع
عبادة روحية
فضل عبادة روحية على صحة المسلم النفسية وعلى صحتة الروحية خاصة، إذا كانت الوقاية خير من العلاج كما يقولون فإن الإسلام قد أثبت أنه يعرف طبيعة النفس البشرية جيدا وما يؤثر عليها من صرا عات داخلها وخارجها، وسنتطرق في حديثنا إلى العبادات الروحية والعبادات الواجبة ومجالات العبادة.
العبادات الروحية
الأطباء الآن يؤكدون على أن علاج التوتر العصبي والأمراض النفسية عن الطريق الروحي والفكري ينجح بالتحليل النفسي أو كما يسمونه الأطباء النفسيون بالجلسات النفسية والروحية وهو أن يجلس المريض أمام الطبيب أو المحلل النفسي ويفدى إليه بمشاكله وهمومه فتطيب نفس المريض.
أما الإسلام بأركانه الخمسة التي يقوم بها المسلم، فيدعوا الإسلام البشر بالتقرب من الله سبحانه وتعالى بالدعاء في صلاتهم وقيامهم مصداقا لقوله تعالى “وإذا سالك عبادي عن فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني”
إن مناجاة الله سبحانه وتعالى تبعث الطمأنينة والسكينة في نفس الإنسان وتطلق الشحنة السلبية في صدره وتهبه من رحمة الله ما يتغلب به على مشاكله وهمومه.
وأيضا من العبادات الروحية في الإسلام العمل والسعي وراء الرزق وأيضا الرياضة البدنية وقت الفراغ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم “وما على أحدكم إذا ألح عليه الهم والحزن والضيق من ذات اليد أن يتقلد قوسه” وهو ما يسميه علم النفس الحديث بالعلاج الوظيفي أي العلاج بالعمل، لهذا كانت العبادة الروحية من أهم أقسام العبادة
وكذلك يدعو الإسلام إلى عدم التسرع والتطرف والانفعال والغضب “والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس”.
ويدعو الإسلام أيضا إلى ترك الحقد والغل والصفح والتسامح إذ يقول الله تعالى “وان تعفو أقرب للتقوى”
أفضل أنواع العبادات
يمكن تقسيم العبادات بحسب أدائها إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:
العبادات القلبية:
وهي العبادات التي تكون في أصلها صادرة عن القلب، فلا تعتمد في أدائها على أفعال ظاهرة، ومن أمثلتها: حب الله سبحانه وتعالى، أو الحب القائم على حبه، كالحب في الله، والخوف من الله، ورجاء مغفرته والتوكل عليه، والإنابة إليه، قال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ).
العبادات اللسانية أو القولية:
ويقصد بها ما كان من العبادة قائماً على النطق باللسان، ويقصد به المسلم التقرب إلى الله، كالنطق بالشهادتين، وذكر الله والاستغفار والدعاء، وقراءة القُرآن، وغير ذلك مما يعتمد على اللسان.
العبادات البدنية:
وهي العبادات القائمة على الفعل الجسدي، وتحتاج إلى جهد وحركة وانتقالات، كالصلاة، والصوم عبادة روحية وجسدية والحج، والجهاد، وسائر العبادات العملية الأخرى القائمة على فعل الجسد المعاين.
العبادات الواجبة
التوحيد بالله أفضل العبادات على الإطلاق، ويليه مباشرة الصلاة بحسب الرأي الراجح، ف الصلاة عبادة روحية وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة، فمن أداها كما يجب نجا وفاز برضا الله، ومن تركها وضيعها خسر وخاب.
وقراءة القرآن الكريم وهو من أفضل انواع العبادات القولية، فكل حرف يقرؤه المسلم تكتب له عشر حسنات، فقراءة القرآن الكريم عبادة عظيمة الأجر والثواب.
إجابة المؤذن وترديد الأذان وترديد دعاء بعد الأذان.
الجهاد في سبيل الله وهو من أعظم وأفضل العبادات البدنية
الدعاء.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها.
الأذكار بعد صلاة الفريضة.
طلب العلم وهو من امثله العبادات الفعلية
مجالات العبادات
العبادة تشمل الدين كله، وحينما فهم المسلمون أن العبادة هي الصلاة والصيام والحج والزكاة ليس غير، تقهقروا وتراجعوا.
العبادة تشمل الفرائض الشعائرية كما يسميها بعض الفقهاء مثل:
الصيام، والصلاة، والحج، والزكاة، والتعبد الطوعي كذكر الله عز وجل، والتسبيح، والتحميد، والتهليل، وصلاة النوافل، وصوم النفل.
تشمل العبادة الشعائر التعبدية التي فرضها الله علينا، وتشمل أيضاً أداء الواجبات، كل منا له عمل، إذا أداه أداء صحيحاً، لم يكذب فيه، لم يغش فيه، لم يخاتل، لم يخدع، هذا من تمام العبادة، أن تؤدي عملك الذي ترتزق منه أداء صحيحاً، كاملاً، دقيقاً، مُتْقِناً، صادقاً.
حب الله ورسوله من العبادة، خشية الله من العبادة، الإنابة إليه من العبادة، إخلاص الدين له من العبادة، الصبر لحكمه من العبادة، الشكر على نعمه من العبادة، الرضا بقضائه من العبادة، التوكل عليه من العبادة، رجاء رحمته من العبادة، خوف عذابه من العبادة.
فالعبادة اسم جامع لكل ما يحب الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، أما أن نفهم العبادة هذه الشعائر التي ألزمنا الله بها ليس غير، فهذا تضيق مُخِلٌ بجوهر الدين.
أنواع العباد
قال الإمام علي (عليه رضوان الله): إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.
وحدد الإمام أنواع العباد إلى ثلاثة أنواع:
وهي عبادة التجار وهم الذين يعبدون الله تعالى تحصيلا لثوابه والفوز بالجنان.
وعبادة العبيد وهم الذين يعبدون الله تعالى خوفا من عقابه وعذابه.
والنوع الثالث: عبادة الأحرار وهم الذين يعبدون الله لأنه أهل للعبادة لا طمعا في جنته ولا خوفا من ناره.
انواع العبادات الفكرية
التفكر في خلق السموات والأرض إنما يفعله أولو الألباب، المؤمنون بالله تعالى، ويحرم منه الكافرون والماديون ومن غلبت شهواتهم عقولهم، فعطلتها عن التفكر والاعتبار.
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ * وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ﴾ [ق: 37 – 38].
لذا كان القرآن يعجب من عقول الكافرين والماديين كيف لم تدرك عظمة الله بآياته الكونية.
﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 185]
﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ * وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ المَاهِدُونَ * وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 47 – 49]
﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 22] ﴿ وَفِي الأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾ [الذاريات: 20]
﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [النَّازعات: 27- 33].
ما هي روح العبادة
لا لذة للعبادة إلا بروحها وحياتها، وهي أعمال القلوب قبلها وأثناءها وبعدها ولذا حُفت آيات العبادات في القرآن بما يحييها من أعمال القلوب، وأحيطت بها حتى تحاصر قارئ القرآن فينتبه لها، ويعمل بموجبها.
العبادات ظاهرة وباطنة قولية وعملية بجميع انواعها هي العلاج والحل الأمثل الأكيد الناجح لجميع الأمراض النفسية والعصبية والهموم الحياتية، فسارعوا وصابروا إلى طاعة الله ناجين بأنفسكم قبل أن يأتي يوم لا رجعة فيه، والله بما تفعلون عليم.
https://www.youtube.com/watch?v=osM2Nr6G3lg
المصدر:أفضل
